سيمفروبول (القرم) ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
صوت سكان شبه جزيرة القرم بأغلبية 93% لصالح الانضمام إلى روسيا، التي قالت إنها ستحترم نتيجة الاستفتاء، الذي أعلنت واشنطن عن رفضه، فيما تعتزم أوروبا فرض عقوبات على روسيا اليوم.
وذكرت سلطات شبه جزيرة القرم أن "93% من سكان القرم دعموا ضم القرم إلى روسيا في الاستفتاء. وهذا ما أظهرته البيانات التي جمعتها الاستطلاعات التي أجريت عند أبواب مراكز الاقتراع".
وأكدت لجنة الانتخابات في شبه جزيرة القرم أن نسبة الاقتراع وصلت إلى 70% . وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن روسيا ستحترم نتيجة الاستفتاء بحسب بيان للكرملين.
وقال الكرملين بعد مكالمة هاتفية بين بوتين وميركل "لقد شدد (بوتين) على أن روسيا ستحترم خيار سكان القرم" موضحا أن المحادثة الهاتفية جرت بناء على طلب ألمانيا.
وأوضح البيان أن "فلاديمير بوتين أكد أن سكان شبه جزيرة القرم يعبرون عن رغبتهم في إطار الاحترام التام لقواعد القانون الدولي وخصوصا المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة التي تؤكد مبدأ المساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها".
وشارك مليون ونصف مليون ناخب في شبه جزيرة القرم في استفتاء أمس حول الانضمام إلى روسيا، تدعمه موسكو وتصفه الدول الغربية بأنه غير شرعي.
واضاف بيان الكرملين ان "الرئيس الروسي اعرب من جديد عن قلقه لقيام مجموعات متشددة بتأجيج التوترات في شرق وجنوب شرق اوكرانيا بالتواطؤ مع سلطات كييف".
وتابع انه "حصل تبادل بناء للآراء حول احتمال ارسال بعثة كبيرة من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا الى اوكرانيا لمراقبة الوضع".
ووفقا لبيان صادر عن المستشارة الالمانية حول الاتصال الهاتفي بالرئيس الروسي فإن ميركل "اقترحت توسيع حضور منظمة الأمن والتعاون في اوكرانيا وبشكل سريع، وان يترافق ذلك مع ارسال عدد اكبر من المراقبين إلى المناطق الساخنة، وخصوصا شرق اوكرانيا".
إلى ذلك دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو أمس إلى سحب قواتها إلى قواعدها في شبه جزيرة القرم مقابل إجراء إصلاحات دستورية في أوكرانيا لحماية حقوق الأقليات، بحسب ما أفاد مسؤول اميركي.
وقال المسؤول البارز في وزارة الخارجية إن "الوزير أوضح أن هذه الأزمة لا يمكن أن تحل إلا بتقدم الإجراءات السياسية، ويجب على روسيا القيام في المقابل بإعادة قواتها إلى قواعدها، ومعالجة التوترات والمخاوف بشأن التدخل العسكري".
وجاء عرض كيري في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وجدد كيري الحديث عن ان الولايات المتحدة تعتبر الاستفتاء غير قانوني بموجب القانون الاوكراني، وانها لن تعترف بنتيجته.
كما اعرب عن القلق بشأن التحركات العسكرية الروسية في خيرسون اوبلاست المقاطعة الاوكرانية الواقعة شمال القرم و"الاستفزازات المستمرة" في مدن اوكرانيا الشرقية. على حد اعتباره.
من جانبه ندد الاتحاد الاوروبي رسميا بالاستفتاء الذي يجري في القرم معتبرا انه "غير قانوني وغير شرعي"، معلنا انه سيتبنى عقوبات اليوم بحق روسيا. وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فون رامبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان مشترك ان "الاستفتاء غير قانوني وغير شرعي ولن يتم الاعتراف بنتيجته". وجاء في البيان ايضا ان الاوروبيين يعتبرون ان هذا الاستفتاء "يتعارض مع الدستور الاوكراني والقواعد الدولية". وتابع البيان انه في ضوء التطورات الأخيرة فإن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي "سيناقشون الوضع غدا (اليوم) في بروكسل وسيتخذون اجراءات اضافية طبقا لاعلان رؤساء الدول والحكومات الصادر في السادس من مارس".
وكان القادة الاوروبيون اتفقوا في هذا النهار على فرض عقوبات محددة مثل تجميد اصول وفرض قيود على التأشيرات، في حال لم تعمل روسيا سريعا على تخفيف حدة التوتر في اوكرانيا. في غضون ذلك أعلنت الحكومة الانتقالية في العاصمة الأوكرانية كييف أن الحكومة الروسية وعدت بإنهاء حصار القواعد العسكرية الأوكرانية في شبه جزيرة القرم. وقال وزير الدفاع الأوكراني ايجور تينوخ امس إن "الهدنة" سارية بشكل مبدئي حتى الحادي والعشرين من مارس الجاري.
وتابع الوزير الأوكراني قائلا إن الاتفاق تم بين سيرجي جايدوك قائد القوات البحرية الاوكرانية ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو.
غير أنه لم يصدر ـ حتى اعداد الخبر ـ تأكيد من الجانب الروسي على ما أعلنه الوزير الأوكراني.