تونس ـ واشنطن ـ وكالات: أبدى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قلقه من تدخل عسكري أجنبي محتمل في ليبيا المجاورة لتونس والغارقة في الفوضى مطالبا بأن يتم «التشاور» مع بلاده قبل أي قرار بهذا الصدد فيما قالت الولايات المتحدة إن تركيزها ينصب على التغيير السياسي.
وقال قائد السبسي أثناء موكب تقبل تهاني السلك الدبلوماسي بالسنة الجديدة ان أنباء تواترت عن استعداد الليبيين لتدخل أجنبي و»غارات لمكافحة داعش».
وشدد «إن على الدول التي تفكر في التدخل العسكري في ليبيا مراعاة مصالح الدول المجاورة وفي مقدمتها تونس، وعليها ان تتشاور معنا في هذا الخصوص لأن ما يفيدهم قد يسيء إلينا».
بيد أن التحالف الدولي أكد الثلاثاء في اجتماع بروما أن التدخل العسكري في ليبيا غير وارد.
وتؤكد تونس باستمرار تضررها بشكل خاص من عدم الاستقرار في ليبيا التي استغل تنظيم داعش حالة الفوضى فيها للتمدد.
وأغلقت تونس حدودها مع ليبيا لمدة 15 يوما في نهاية 2015 وذلك اثر اعتداء انتحاري في قلب العاصمة تبناه هذا التنظيم وقتل فيه 12 من عناصر الأمن الرئاسي.
وتؤكد السلطات التونسية ان منفذي اعتداءين داميين في باردو بالعاصمة وسوسة (ساحل شرقي) تدربا على السلالاح في ليبيا.
وتشير مصادر رسمية الى ان نحو خمسة آلاف تونسي يوجدون ضمن تنظيمات مسلحة متطرفة في ليبيا وسوريا والعراق.
إلى ذلك قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إن بلاده تراقب الأحداث في ليبيا بدقة بالغة لكنها لم تتخذ أي قرار بشأن توسيع نطاق دورها هناك.
وقال كارتر خلال زيارة لقاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا إن التركيز الآن ينصب على التغيير السياسي في ليبيا التي ينتظر أن تشكل فيها إدارتان متنافستان حكومة وحدة وطنية.
وأشار إلى الجهود السياسية التي تبذلها الأمم المتحدة , مؤكدا أهمية دعم الليبيين لتوحيد صفوفهم وتشكيل حكومة تتولى إدارة البلاد هناك .
وأوضح وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها بالتعاون مع دول أخرى لمساعدة الليبيين لضمان أمن بلادهم.
من جانبها ذكرت وزيرة الدفاع الالمانية أورسولا فون دير لاين أنه من الضروري على الفصائل المتنافسة في ليبيا تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن تطلب بعد ذلك مساعدة دولية في حربها ضد داعش.
وأضافت وزيرة الدفاع قبل اجتماع مع نظرائها الـ27 بالاتحاد الاوروبي في أمستردام أن «ليبيا بدأت تصبح بالفعل منطقة ملاذ وعمل لداعش».