حققت السلطنة ممثلة في وزارة التربية والتعليم المركز الأول عربيا في مسابقة فن الخطابة والتحدث بالفصحى المقامة حاليا في جمهورية مصر العربية الشقيقة، حيث فاز الطالب زياد بن ناصر العبري بالمركز الاول عربيا على مستوى الصف الثاني عشر، بينما فاز الطالب مروان بن محمد الحبسي بالمركز الثالث عربيا على مستوى الصف العاشر.
وسيتم يوم غد (الأربعاء19/ 3 / 2014م) تكريم الطلاب على مستوى جامعة الدول العربية تحت رعاية الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة وبحضور الدكتور محمود ابو النصر وزير التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية.
وتأتي مشاركة وزارة التربية والتعليم في هذه المسابقة السنوية سعيا منها على إيجاد مصادر تربوية وتعليمية تساند المناهج الدراسية وتثريها، الى جانب ربط الطالب العماني بمفردات لغته الجميلة وتطبيقها في حياته اليومية للتعبير عن مشاعره وآرائه البناءة من ناحية وصقل مهاراته في جوانب الإلقاء والخطابة من ناحية أخرى.
وقد درجت الوزارة على إقامة مسابقة فن الخطابة والتحدث بالفصحى سنوياً ، وذلك على مستوى السلطنة يتم من خلالها اختيار الطلبة الذين سيشاركون على مستوى الدول العربية.
وتهدف هذه المسابقة الى الرقي بمستوى التحدث باللغة العربية الفصحى لدى الطالب وتنمية قدراته التعبيرية والتحاورية للتعبير عن أفكاره وآرائه، وتطبيق الطالب لقواعد النحو بشكل سليم أثناء الحديث والنقاش وهو في الوقت ذاته ربط المادة بالنشاط وتحويل النظريات والقواعد إلى تطبيق وممارسة، والعمل على بناء شخصية قادرة على الإقناع والتفسير والتأثير، وتأكيد روح الأسرة الواحدة لدى أبناء المجتمع العماني والمجتمع العربي من خلال الالتقاء ببعضهم تحت مظلة المسابقة.
إعداد مسبق
وللتعرف على انطباعات الطلبة الفائزين على مستوى الوطن العربي التقينا مع الطالب زياد العبري بالمركز الاول عربيا على مستوى الصف الثاني عشر الذي قال: بحمد الله وتوفيقه حققنا ما نصبوا إليه من التقدم والتأهل، لتمثيل بلدنا الحبيب ، وإني لأشعر بفرحة عارمة لتأديتي هذه الأمانة على أكمل وجه وتحقيقي لهذا المركز المتقدم في هذه المسابقة على مستوى الوطن العربي ، وقد كان للإعداد المسبق والتخطيط أبرزَ الأثر في المراكز التي حصلنا عليها. كما كان لأساتذتي ومعلميّ الأفاضل أثر كبير عليّ إذ حفّوني بالتشجيع وساهموا في إثرائي بما أحتاجه من معارف، كما كان لوالدي الكريمين أبرز الأثر في بناء شخصيتي، ولهما قصب السبق في تحديد ميولي واهتمامهما ببنائها. كما كان للمدرسة والمركز الصيفي أثرٌ آخر، حيث ساهما -بمن فيهما- في الجانب الأكاديمي، في معرفتي بقواعد النحو والتشجيع على استعمال اللغة العربية الفصحى.
وتطرق الى نوعية المنافسة في هذه المسابقة فقال: اتسمت المنافسة بالصعوبة نوعًا ما، إذ أن الطلاب المشاركين على مستوى الوطن العربي هم المرشحون من قبل بلدانهم بعد التصفيات. ولذا كانت المنافسة تتسم بنوعٍ من الحماسة المشوبة بالتوجس بسبب تقارب المستويات وجودتها، لكني وبتوفيق من العزيز الكريم حصلت على ما أشرف به وطني قبل نفسي ولله الحمد.
جدارة واستحقاق
أما زميله الطالب مروان الحبسي الحاصل على المركز الثالث عربيا على مستوى الصف العاشر فقال: -أحمد الله سبحانه وتعالى أن وفقني لتمثيل السلطنة في هذه المسابقة التي تهدف إلى رفع قدرة الشخص في مجال الإلقاء والتحدث بالفصحى، وأحمده أن وفقني للفوز بالمركز الثالث على مستوى الدول العربية كما أبارك لأخي وزميلي الطالب زياد بن ناصر العبري الذي حقق المركز الأول بجدارة واستحقاق.
وأضاف: أما بالنسبة للعوامل التي ساعدتني على الفوز بهذا المركز فبعد توفيق من الله سبحانه وتعالى أتقدم بالشكر الجزيل إلى الأستاذين محسن بن حمد البراشدي وسالم بن مسعود الصوافي اللذين بذلا جهدهما وأوقاتهما لتدريبي ومساعدتي للوصول إلى هذا المركز، كما أشكر الأخ الكريم مهند الجلنداني -الحاصل على المركز الأول في السنة الماضية-على تواصله معي وعلى النصائح والتوجيهات القيمة التي كان يوجهها إلي، كما أشكر جميع الذين ساهموا من أجل تحقيق هذا الفوز وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
وعن طبيعة المنافسة قال: كانت منافسة قوية حيث بدأت التصفيات أولا على مستوى المدرسة ثم على مستوى المحافظة وقد اشتدت المنافسة اشتداداً قويا حينما وصلنا إلى التصفيات على مستوى السلطنة وعلى مستوى الوطن العربي. وأهدي هذا الفوز إلى وطني الحبيب عمان وإلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد-حفظه الله ورعاه-كما أهدي هذا الفوز إلى والدَي العزيزين اللذين كان لهما الفضل العظيم في فوزي في هذه المسابقة، كما أهدي هذا الفوز إلى والدي وشيخي فضيلة الشيخ حمود بن حميد الصوافي-أبقاه الله- وإلى مدرستي مدرسة "أبو بلال التميمي"إدارة ومعلمين وطلابا وفي النهاية لا يسعني إلى أن أشكر وزارة التربية والتعليم على ما قدموه لنا من اهتمام ورعاية سواء في التصفيات التي كانت في السلطنة أو في جمهورية مصر العربية.
الاستعدادات
والتقينا مع المشرف على الطالبين في هذه المسابقة يونس بن سالم الخربوشي التي تحدث عن استعدادات المشاركة في هذه المسابقة، فقال: بدأ الاستعداد لهذه المسابقة منذ وقت مبكر وبجهود كبيرة بذلت من وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة الأنشطة التربوية بالمديرية العامة للبرامج التعليمية، حيث تم صياغة مجموعة من الخطط، وتم تعميم المسابقة محلياً على مستوى مديريات التربية والتعليم في المحافظات والتي قامت بدور كبير في إقامة المسابقة على مستوى مدارس كل مديرية في المستويين الثاني عشر والعاشر؛ للخروج بمجيد في الخطابة على مستوى الثاني عشر وآخر في العاشر ثم تم تجميع المجيدين من كل محافظة للتصفيات النهائية في لقاء استمر يومين متتاليين بمحافظة مسقط بحضور لجنة متخصصة في هذا المجال من قبل الوزارة تم في اليوم الأول اجراء اختبار تحريري في اللغة العربية وفي اليوم الثاني مباشرة قامت اللجنة بمقابلة الطلاب شفهياً للوقوف على شخصية الطالب وثقافته وطريقة إلقائه الشعري ومقدرته في ارتجال الخطب. وقد تكونت لجنة المحكمين في هذه المسابقة من: محمد بن سعيد الجابري عضو مناهج لغة عربية، وزهرة بنت مهنا بن ناصر العبرية عضو مناهج لغة عربية، ومحمد بن سليم بن ناصر العلوي عضو مناهج لغة عربية، ويونس بن سالم بن حميد الخربوشي، وسالم بن حمود بن أحمد الحبسي ، وآسيا بنت عبدالمجيد البلوشية، ودلال بنت يوسيف البوسعيدية، بينما كان الاشراف العام على المسابقة من قبل ريا بنت عامر بن هلال الجابرية.
توقع وإشادة
وعن النتيجة التي كانت متوقعة من هذه المشاركة قال يونس الخربوشي: نظراً للخطوات المدروسة والاهتمام الكبير من قبل الوزارة بهذه المسابقة وأيضاً للمستويات العالية التي ظهر بها طلابنا في التصفيات النهائية والمنافسة المحتدمة التي كانت بينهم توقعنا تحقيق نتائج مشرفة للسلطنة، خاصة وأنا كنا محققين المركز الأول خلال العام الماضي.
وعن أبرز الردود التي تلقاها الوفد المشاركة بعد إعلان النتائج قال : توافدت علينا التهاني والتبريكات من الوفود المشاركة وبشهادتهم جميعاً كنا الأفضل والحمد لله.كما أثنى الأستاذ الدكتور شلبي مستشار اللغة العربية ثناءً طيباً وشكر كل من الطالبين زياد العبري ومروان الحبسي على تذوقهم العالي في اللغة حيث قال: "لو أن كل طلاب اللغة العربية يجيدون اللغة العربية بمثل ما يجيدها زياد ومروان لأصبحنا في حال جيدة". بينما قال الدكتور حسن بخيت: عهدت ذلك في كل من شاهدتهم من الطلاب العمانيين في هذه المسابقة. مضيفا: أرى في العمانيين حفاظاً قوياً واستمساكاً باللغة العربية.
وعن كيفية تهيئة اﻷجواء والطﻻب لتحقيق هذه النتيجة أوضح المشرف على الطالبين في هذه المسابقة قائلا: بعد تلقينا خطاب دعوة من وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية للمشاركة في هذه المسابقة، قمنا بالتواصل مع المديرية العامة للتربية والتعليم في كل من محافظة الداخلية ومحافظة شمال الشرقية بشأن تهيئة الطالبين وإعدادهم الإعداد الأمثل، وقد أولت المحافظتين اهتماماً عالياً في تدريبهما وتغذيتهما بالوسائل المناسبة من خلال تكليف مشرف لكل واحد منهما يقوم بعملية المتابعة والإشراف والتدريب وتزويدهم بالمراجع التي تخدم مجال المسابقة. كما قام الطالبان زياد ومروان بالتواصل شخصياً مع الطلاب العمانيين الفائزين بهذه المسابقة على مستوى الوطن العربي في السنوات الماضية للإستفادة من تجربتهم.
واختتم المشرف يونس بن سالم الخربوشي حديثه قائلا: يعد هذا الإنجاز الكبير سلسلة مترابطة من سلسلة الإنجازات التي حققها طلاب عمان وما زالوا يحققونها في مجالات الأنشطة التربوية المتنوعة. وأهدي هذا الفوز إلى الأب الموجه حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه ، وإلى معالي الدكتورة مديحة الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، كما أتقدم بعظيم الشكر والامتنان لمدير عام البرامج التعليمية ومديرة دائرة الأنشطة التربوية بالوزارة وللأستاذة ريا الجابرية أخصائية نشاط ثقافي بالوزارة على وقوفهم بجانبنا ودعمهم المتواصل ولن أنسَ سفارة السلطنة بجمهورية مصر العربية في احتضاننا منذ أن وصلنا الى مصر وتقديمها التسهيلات والرعاية اللتين احتجنا لها.