أجواء مثيرة ومتعة وترفيه سيشهدها السباق

متابعة ـ خالد بن محمد الجلنداني :
أكدت ستّ فرق عالمية في الإبحار الشراعي مشاركتها في الجولة الافتتاحية من سباق كأس أميركا الشراعي الذي تستضيفه السلطنة يومي 27 و28 فبراير الجاري ممثلة في مشروع عمان للإبحار والفرق المشاركة تمثل كلاً من فرنسا والسويد والولايات المتحدة والمملكة المتّحدة واليابان ونيوزلندا حيث من المتوقع بأن تشهد البطولة منافسات قوية قبالة ساحل ملعب الموج الجولف الذي سينقل الإثارة إلى ناظري زوّار قرية السباق في ظلّ مناورات سترفع من هرمونات الأدرينالين لدى الجماهير.
ويتنافس كل فريق على كسب نقاط أكبر في هذه الجولة التي ستكون السلطنة فيه البلد المضيف حامل اللقب فريق "أوراكل" من الولايات المتحدة الأميركية، والفريق السويدي "أرتميس ريسنج"، والفريق البريطاني "لاند روفر بي ايه آر"، والفريق النيوزيلندي برعاية طيران الإمارات، وفريق "جروباما" فرنسا، وفريق "سوفتبانك" اليابان.

تأتي استضافة هذا السباق على من قبل مشروع عُمان للإبحار انسجامًا مع الجهود الرامية لإبراز السلطنة في الساحة الدولية كأحد أبرز الوجهات السياحية والاستثمارية، حيث تم اختيار مسقط من قبل اللجنة المنظّمة لسباق كأس أميركا العريق كونها وجهة اعتادت استضافة فعاليات شراعية دولية في السنوات الأخيرة، وقد تم تجهيز قرية السباق بالعديد من المرافق والأنشطة لاستقبال الجماهير المتابعة والوفود الإعلامية المرافقة للفرق الرياضية.

الفريق السويدي أرتميس ريسنج

يضمّ فريق أرتميس ريسنج بطليين أولمبيين هما مدير الفريق ليين بيرسي الحاصل على ميداليتين ذهبيتين عامي 2000 و2008، وربان الفريق ناثان أوتيريدج الحائز على الميدالية الذهبية عام 2012م. وُلد أوتيريدج في نيو ساوث ويلز بأستراليا، وبدء مسيرته في الإبحار في الخامسة من عمره. وحصل على لقب بطولة العالم للمرة الأولى عام 2008 في منافسة القوارب الشراعية من فئة " 49 إي أر"، وكرر هذا الانجاز تارة أخرى في عام 2009 و2011 و2012. واستحوذ في عام 2010 على لقبة البطولة الأوربية للقوارب الشراعية من فئة "موث"، وانتزع في العام الذي يليه لقب بطولة العالم للقوارب الشراعية من فئة "موث". وواصل مسيره لانتزاع اللقب الثاني في مطلع عام 2014.

وحصل أوتيريدج على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في لندن في منافسة القوارب الشراعية من فئة " 49 إي أر" مع زميله ليين جنسن. وبعد النصر الذي حققه في الالعاب الأولمبية انظم إلى فريق أرتميس ريسنج في الـ27 من عمره ليكون ربان الفريق في النسخة الـ34 لكأس أميركا للقوارب الشراعية.

وتُعد هذه المشاركة الثانية لفريق أرتميس ريسنج في كأس أميركا للسفن الشراعية، وأجرى الفريق بعض التعديلات في التصميم وهيكلة الفريق ليتماشى مع التحديات التي تفرضها الفئة الجديدة من القوارب والموقع الجديد للمنافسة في برمودا.

الفريق البريطاني: لاند روفر بي ايه آر

يُعدّ فريق لاند روفر بار منافسًا جديدا في كأس أميركا للقوارب الشراعية ولكن خبرة أعضائه الطويلة تجعل منه منافسًا قويا، حيث يشارك ربان الفريق بن إينزلي للمرة الرابعة في هذه المنافسة، ويذكر أن بن إينزلي ساعد فريق أوراكل من الولايات المتحدة على الفوز بالكأس عام 2013.

ويُعد أينزلي أنجح البحّارة الأولمبيين إطلاقا، حيث كانت أول مشاركة له في الألعاب الأولمبية عندما كان في الـ19 من عمره وحاز فيها على الميدالية الفضية، وأخذ يمضي قدما نحو فرض نفسه كأفضل بحّار على مستوى العالم من خلال الفوز بميداليات ذهبية متتالية في أربع ألعاب أولمبية لاحقة.
وبعد تحقيقه للفوز في لندن عام 2012 وجّه إينزلي أنظاره للتحدي القادم والمنافسة مع فريق بن إينزلي ريسنج في سلسلة سباقات كأس أمريكا لعامي 2012م و2013م. وانظم إينزلي في صيف 2013 لفريق أوراكل الذي كان يهدف إلى الدفاع عن لقب البطولة في النسخة الـ34 وساعد الفريق الأميركي للفوز على فريق طيران الإمارات النيوزلندي بنتيجة 9-8.

وكان إينزلي جزءا أساسيا في واحدة من أعظم المنافسات التي شهدتها رياضة القوارب الشراعية، وعلى مدى 110 أعوام يعتبر إينزلي أول بريطاني يكون عضوا في الفريق الحائز على لقب البطولة . والآن بعد أن أصبح إينزلي ربان فريق لاند روفر بار فقد أسس فريقا صلبا بغية استرجاع الكأس لبريطانيا التي كانت أول من حصل عليه عام 1851م.

الفريق النيوزلندي

كان فريق طيران الإمارات النيوزلندي على وشك الحصول على لقب كأس أميركا للقوارب الشراعية عام 2013م وذلك بالفوز في مباراة واحدة، ولكن هذه المنافسة الأخيرة استعصت عليهم وخسر الفريق هذا الكأس الذي يعد من أعظم المنافسات التي شهدتها رياضة القوارب الشراعية.وبعد هذه المنافسة دخل الفريق مرحلة إعادة الحسابات وتقييم تبعات هذه الخسارة، حيث قرر الفريق استبدال ربانه الذي قاده لسنوات دين باركر ليحل محله الشاب الموهوب بيتر بورلنج الذي برز على الساحة من خلال الفوز بكأس ريد بول أميركا للشباب.

ويُعد بورلنج بحارًا شابًا مفعمًا بالحيوية يدير حاليا حملة للقوارب الشراعية من فئة "49 إي أر" للألعاب الأولمبية القادمة في ريو. ويشارك بورلنج في سباقات القوارب الشراعية من فئة "49 إي أر" برفقة زميله بلير توك (انظم أيضا إلى فريق طيران الإمارات) ولم يخسر أيًا من هذه السباقات الرئيسية خلال ما يقرب العامين، ويمضي بورلنج في مسيرته بخطى ثابته ومثيرة للإعجاب.

وحول هذه المشاركة قال بورلنج: " إن القوارب الشراعية من فئة " إي سي 45 أس" وحوشٌ مختلفة تمامًا ولكن ثقتنا بأنفسنا كبيرة". وأردف قائلًا: " لدينا الكثير لنقوم به إذا ما أردنا أن نكون في المقدمة في هذه الفئة ونتطلع إلى خوض غمار هذا التحدي".

فريق سوفتبانك اليابان

لم يلبث دين باكر كثيرًا حتى حصل على منصب جديد بعد تركه للفريق النيوزلندي حيث أصبح الرئيس التنفيذي للفريق الياباني الجديد سوفتبانك اليابان وربانه. ويحظى باركر بفرصة فريدة ليكون منافسًا جديدًا على كأس أميركا للقوارب الشراعية حيث أن هذه هي المشاركة الخامسة له في هذا الكأس. وصرح باركر قائلًا:" هذه فرصة رائعة بالنسبة لي لبناء فريق من الصفر، وكم نحن محظوظون بالحصول على هذه الفرصة، ورغم أن بعض الفرق سبقتنا في الدخول لهذا التحدي إلا أني أعتقد أننا نقوم بالخطوات المناسبة لنحقق النجاح".

ويُعد انضمام كريس درابر إلى الفريق أحد هذه الخطوات الناجحة حيث شارك في كأس أميركا للقوارب الشراعية السابق برفقة لونا روسا. وسيكون باركر ربان الفريق وقائده في حين سيتولى درابر إدارة فريق الإبحار وضبط ذراع الشراع على متن القارب. وحول هذا الموضوع قال درابر:" يسير الأمر بشكل جيد، ونحن في مرحلة التعلم حاليا ولكننا نتحسن في كل اليوم الأمر الذي يعطينا دافعا ويشجعنا"

فريق أوراكل الولايات المتحدة الأميركية

يحاول فريق أوراكل الولايات المتحدة الأميركية الدفاع عن لقب بطولة كأس أميركا للقوارب الشراعية بعد فوزه باللقب في عام 2010م وعام 2013م. وقاد الربان جيمي سبيثل فريقه لانتزاع الفوز من فريق طيران الإمارات النيوزلندي في النسخة السابقة للكأس. حيث فاز الفريق بثمانية سباقات من أصل تسعة ليحقق بذلك لقب البطولة. وكان سبيثل أصغر البحّارة سنًا عندما قاد فريقه لخوض المنافسة على كأس أميركا للقوارب الشراعية عام 1999 في الـ19 من عمره، كما أنه كان أصغر الربابين سنًا عندما فاز بالكأس عام 2010 في الـ30 من عمره. والآن يتطلع سبيثل لقيادة فريقه لتحقيق الانتصار الثالث على التوالي.

وحول هذا الحدث صرح جيمي قائلًا:" لن يكون الأمر سهلاً، وستكون هذه المنافسة من أشد التحديات التي سنخوضها، وبالنسبة للفريق فإن كل أعضائه على ما يرام وهذا أمر مشجع لنا فنحن نريد أن نكون الأفضل ونتحدى أنفسنا، وعندما ننظر إلى مجموعة الفرق الأخرى المشاركة نشعر بدافع ليس له مثيل".

ويشرف على إدارة فريق الإبحار وقيادة دفته توم سلينجسباي. وفي الآونة الأخيرة قرر الفريق ضم عدد من الشباب إلى طاقمه مثل لوي سنكلير وأندرو كامبل لينضموا إلى بعض البحّارة المشاركين في الكأس السابق مثل كايل لانجفورد وكينلي فاولر.

فريق جروباما فرنسا

يُعد فريق جروباما فرنسا أحدث الفرق الفرنسية المنافسة في كأس أميركا للقوارب الشراعية، ولكنه أول فريق يشارك في عصر القوارب الشراعية متعددة الهياكل بنوع من الإبحار تشتهر به فرنسا ويتميز به البحارة الفرنسيون. وحصل الربان فرانك كاماس على لقب بطولة "أورما" الدولية لست مرات، كما حطم على الأقل سبعة أرقام قياسية لسرعة الإبحار، وحصل على كأس جول فيرن لأسرع دوران حول الأرض دون توقف.
وحقق كاماس الفوز في بطولة ترانسات جاك فابر، كما وجد الفوز حليفه في سباق فولفو للمحيطات حيث فاز بلقب البطولة في عام 2011 و2012 ضمن فريق جروباما. وفاز ايضا في عدة سباقات معززًا مكانته كواحد من أعظم البحارة في العالم. وبعد تحقيقه لهذه الانتصارات الكبيرة في كل مشاركاته تقريبا، يضع كاماس نصب عينيه كأس أميركا للقوارب الشراعية، وربما يكون الشخص الذي سيحقق المجد لفرنسا بالحصول على أعظم جائزة في الابحار على مستوى العالم وذلك بفضل خبرته الواسعة في القوارب متعددة الهياكل.