مكتب الوطن بيروت – أحمد أسعد
وقع انفجار مساء امس الاول الأحد في محطة العاشق في بلدة النبي عثمان البقاعية. السيارة المفخخة انفجرت امام مسجد الحسين في البلدة وسقط قتيلان و عدد من الجرحى، وفي وقت لاحق تبنى ما يسمى بلواء أحرار السّنة بعلبك العملية الانتحارية، وبحسب شهود عيان أن عنصرين من حزب الله هما ع.ص وف.خ استشهدا بعدما كانا يطاردان الانتحاري الذي كان يقود سيارته بسرعة فائقة في النبي عثمان ففجر نفسه في المكان. وقد أكّدت معلومات امنية ان عبد الرحمن القاضي وهو مسؤول حزب الله في بلدة العين اصيب في التفجير الانتحاري في النبي عثمان. ولم تكد دماء شهيدي تفجير النبي عثمان تجف، حتى فجرت قوة من الجيش اللبناني سيارة مفخخة على طريق فرعية بين بلدتي الفاكهة ورأس بعلبك في البقاع الشمالي يوم امس. وافادت المعلومات ان قوة من فوج المجوقل استهدفت السيارة المفخخة بقذيفة "آر بي جي" ما ادى الى انفجارها على الفور. ولاحقاً اصدرت مديرية التوجيه في الجيش بياناً اشارت فيه الى ان زنة العبوة التي كانت داخل السيارة المفخخة بلغت 170 كلغ من المتفجرات، واشارت مديرية التوجيه في بيان لها الى ان استخبارات الجيش رصدت صباح امس، سيارة مشبوهة في منطقة رأس بعلبك بالقرب من مدرسة الراهبات، بعد ورود معلومات عن تفخيخها لاستعمالها لأعمال إرهابية، وتابع بيان الجيش: على الأثر حضر الخبير العسكري الذي عاين السيارة والعبوة التي بداخلها، وقرر تفجيرها في مكان وجودها نظراً إلى خطورة تفكيكها وصعوبة نقلها من المكان، خصوصاً وأنها كانت متوقفة في مكان غير آهل بالسكان مما يجنب المدنيين إصابتهم بأي ضرر، وقد بوشر التحقيق في الحادثة لكشف مصدرها وتحديد هوية المتورطين بها. في الاثناء تواصل فرق الادلة الجنائية عملها في مسرح التفجير الارهابي الذي نفذه انتحاري الليلة قبل الماضية كما ذكرنا في بلدة النبي عثمان وسط طوق امني يفرضه الجيش اللبناني، بعد أن رست حصيلة الضحايا على شهيدين وعدد من الجرحى. يذكر ان العملية التي يقوم بها فوج المجوقل في الجيش اللبناني مستمرة في بلدة الفاكهة بحثا عن ربما مسلحين او بحثا عن اي سيارات ممكن ان تكون في هذه البلدة. يذكر ان الادلة الجنائية انهت اعمالها صباح امس في مكان التفجير حيث عملت وحدات الدفاع المدني وفرق الاطفاء على تنظيف الشارع من بقايا الاتربة والسيارات التي كانت متوفقة مكان التفجير، وقد فتح الطريق امام السيارات موعد تشييع الشهيدين حيث ينتظر قرار دفنهما اشارة من القضاء لتسلم جثمانيهما تمهيدا لتشييعهما اليوم في بلدة العين وفي بلدة الفاكهة. وكان الجيش اللبناني وبحسب معلومات "الوطن" ضرب طوقا امنيا وداهم عدد من الغرف الزراعية والمنازل قرب بلدة الفاكهة مشتبها بوجود اربعة مسلحين، كما نفذ عمليات دهم وتفتيش في جرود الفاكهة والنبي عثمان واللبوة، بعد ورود معلومات عن سيارات اخرى مفخخة. الوكالة الوطنية للاعلام أشارت إلى أن الجيش اللبناني فوج المجوقل اتخذ مواقع جديدة اضافية على الطرق الترابية والمعابر عند السلسلة الشرقية، كما عزز مراكزه السابقة في بلدتي الفاكهة والعين تحسبا لتسلل السيارات المفخخة والمسلحين الى الاراضي اللبنانية، وفي عكار أوقف الجيش مجموعة من السوريين كانوا يعبرون الحدود السورية باتجاه لبنان في وادي خالد. رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون تمنى عبر تغريدة على تويتر ان يكون تفجير النبي عثمان الاخير، وامل ان تقوم الحكومة بواجبها عبر الاراضي اللبنانية تجاه الارهابيين. عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي، اكد ان الجميع في دائرة الارهاب الذي لا يميز احدا، وفي حديث له يوم امس اعتبر الساحلي ان التفجير في النبي عثمان يأتي بعد فشل منفذيه من جر البلد الى الفتنة. المنطقة البقاعية شهدت ارتدادات سورية عنيفة بعد سقوط يبرود، هذه الارتدادات تترجم سيارات مفخخة وغارات سورية حدودية وصواريخ تستهدف المهزومين من ارض المعركة امام الجيش السوري، مع موجة نزوح سوري كثيفة في اتجاه بلدة عرسال والقرى المجاورة، فارتفع عدد النازحين الى عرسال نحو تسعين الفا، يضاف اليهم المسلحون الذين فروا من مدينة يبرود، والذين قدرت مصادر معنية عددهم بالف مقاتل طاردهم سلاح الجو السوري من خلال سبع عشرة غارة متلاحقة. الى ذلك سجل سقوط اربعة صواريخ في خراج بلدة اللبوة، حيث تحولت البلدات المتخاخمة للحدود الشرقية الى مسرح للعمليات العسكرية الى تسابق امني محموم بين وحدات الجيش اللبناني والتي تعمل بامكانيات محدودة على بقعة جغرافية واسعة، اهالي بلدة اللبوة اغلقوا الطريق على أهالي بلدة عرسال منذ امس الاول احتجاجا على تفجير سيارة النبي عثمان. رئيس بلدية عرسال علي الحجيري اوضح ان السيارة التي انفجرت في النبي عثمان انطلقت من وادي رافق قرب القاع. رئيس بلدية النبي عثمان عصام نزهة اكد ايضا ان الجيش اللبناني اتخذ سلسلة من الاجراءات على الارض بعد التفجير أضاف: الأجواء مكهربة في المنطقة وان السيارة التي فجرت في النبي عثمان انطلقت من الفاكهة. رئيس بلدية اللبوة رامز امهز علق بدوره على تداعيات سقوط يبرود حيث نلمسها على الارض، وقد حمّل امهز رئيس بلدية عرسال والمخاتير والفعاليات المسؤولية. النائب وليد سكرية دعا الى ضبط الحدود اللبنانية السورية قائلا المطلوب من الجيش اللبناني ان يضبط كل المنطقة والحدود، وعرسال هي خارج سلطة الدولة اللبنانية وكان ممنوع دخول الجيش اللبناني لبسط السلطة عليها لاعتبارات دولية، انها قاعدة لوجستية لامداد المعارضة في منطقة القلمون، اضاف: المعارضة اليوم في منطقة القلمون انتهت واستراتيجية اسقاط النظام لم تعد موجودة. ومن الجرح البقاعي المفتوح الى الجرح الشمالي المتفاقم بجولته العشرين من القتال، حيث بقيت المعالجات العسكرية والسياسية محدودة وخجولة لم تحل دون استمرار ايمايات قنص متبادلة على محاور التبانة- جبل محسن مصحوبة بين الحين والاخر ببعض القذائف المتفرقة. ويرد الجيش اللبناني على مصادر النيران، وسجلت اشتباكات متقطعة ظهر امس على محور البكار، مع انفجار قذيفة بين البكار ومشروع الحريري، واعلنت قوى الامن الداخلي ان طريق دوار ابو علي الملولة البداوي وتجمع المدارس في طرابلس مقطوعة بسبب عمليات القنص، فيما الطريق البحرية سالكة.
في قصر بعبدا: نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش والقوى الامنية لمنع الارهابيين من تنفيذ مخططاتهم الاجرامية وشل حركتهم الى حد كبير ومشيرا الى توقيف عدد منهم وتفجير سيارة مفخخة كانت معدة لارسالها الى مناطق آهلة لتزرع القتل والخراب والدمار، كما حصل مساء امس الاول في بلدة النبي عثمان في البقاع، ودعا الرئيس سليمان العسكريين والامنيين الى البقاء على اعلى درجات الجهوزية والتنسيق للحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الاهلي وقطع دابر الفتنة وقطع الطريق على الذين يتربصون شرا بالوطن، واطلع سليمان من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على الوضع الامني في المخيمات الفلسطينية والوضع الفلسطيني بشكل عام وقد اعطى سليمان توجيهاته الى اللواء ابراهيم لمتابعة الملف بما يكفل حفظ الامن داخل المخيمات، وتحمل الجهات الفلسطينية مسؤولية تطبيق القوانين والانظمة اللبنانية المرعية. وفي السرايا أعطى الرئيس تمام سلام توجيهات لضبط الأمن في طرابلس والمناطق الحدودية في البقاع، والتقى النائب سامي الجميل، وأعرب سلام عن أسفه لتجدد أعمال العنف في طرابلس ولسقوط ضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين، داعيا القوى السياسية الفاعلة في عاصمة الشمال الى تقديم كل الدعم للجيش والقوى الامنية في مهامها، سلام ندد بالتفجير الارهابي الجديد في بلدة النبي عثمان، مستنكرا القصف على بلدتي عرسال واللبوة والمناطق المجاورة لهما. رئيس الحكومة اطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الاوضاع الميدانية والاجراءات التي يقوم بها الجيش لوقف دوامة العنف في طرابلس ولضبط الاوضاع الامنية في البقاع الشمالي طالبا من قيادة الجيش اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لضبط الاوضاع في المناطق البقاعية والحدودية لصون الاستقرار.