تعود أشهر دور أوبرا في العالم "أرينا دي فيرونا" مرة أخرى إلى السلطنة بفرقة الأوركسترا والجوقة والفريق الفني الخاص بها بعد ان افتتحت عروض دار الاوبرا السلطانية مسقط في اكتوبر عام 2011 لتقديم عرض أوبرا جديد بدار الاوبرا السلطانية يحكي أسطورة قديمة قدم تاريخ مدينة فيرونا نفسها؛ إنها قصة الحب المأساوية للعاشقين "روميو" و"جولييت" كما يقدمها فينشينزو بيلليني في رائعته "عائلة كابوليت وعائلة منتيجيو"، وذلك مساء يوم غد (الاربعاء) وسيعاد العرض مساء الخميس ومساء الجمعة القادمين.
حيث تعد أوبرا "عائلة كابوليت وعائلة منتيجيو" لفينشينزو بيلليني هي أوبرا من فصلين تم تأليفها خلال شهر ونصف الشهر، وعُرضت لأول مرة على مسرح "لا فينيسه" في البندقية يوم 11 مارس 1830 في موسم المهرجان، وحتى يتغلب بيلليني على ضيق الوقت المتاح أمامه، قام فيليتشي روماني بتنقيح الكلمات من أوبرا تحمل نفس الاسم كتبها نيكولا فاكاي قبل خمس سنوات، وليست الأوبرا مأخوذة عن مسرحية الكاتب الإنجليزي شكسبير، بل عن التقاليد الروائية السردية والميل لإحياء الأعمال القوطية، التي من أهمها "تاريخ مدينة فيرونا" لجيرولامو دالا كورتي، و"أربعة كتب من القصص القصيرة" لماتيو بانديلو، و"روميو وجولييت" للويجي سكيفولا، وباليه "قبور فيرونا" التي تعتبر في الأصل قصة "روميو وجولييت" لمصمم الرقصات أنطونيو كيروبيني.
وتدور أحداث الأوبرا في القرن الثالث عشر الميلادي، وتقدم القصة عناصر جديدة بعيداً عن تراجيديا شكسبير الأصلية: فالبطلان "روميو" و"جولييت" واقعان بالفعل في الحب، وزوج "جولييت" المستقبلي كما يشاء والدها "كابيليو" هو "تيبالدو"، و"روميو" هو قائد آل "منتيجيو" تؤيده عشيرة "جيبيلليني" في حين تؤيد عشيرة "جيلف" آل "كابوليت"، و"لورينزو" هو طبيب عائلة "كابوليت"، وأخيراً تموت "جولييت" كسيرة الفؤاد على جثمان محبوبها.
وفي المدونة الموسيقية للأوبرا، يعتمد بيلليني على ألحان من أوبراه "زائير"، التي فشلت فشلاً مروعاً العام السابق، مما دفعه لإعادة العمل على الألحان بعناية، فضلاً عن أجزاء من عروضه في معهد الموسيقى "أديلسون وسالفيني"، وإذا كانت الكلمات شبه الغنائية تسرد القصة وتعرفنا بالشخصيات، فإن أغنيات بيلليني تعبر بقوة عن المشاعر المختلفة لكل شخصية، بحيث تتميز المدونة بالعصرية المطلقة، ويثني عليها الكثيرون باعتبارها تحفة فنية تنتمي لأسلوب بل كانتو.
ينظر المخرج أرنود برنارد إلى دراما العاشقين من منظور العين العصرية "المعتادة على الواقعية السينمائية والحقيقة القاسية للعالم التي يعرضها التليفزيون"، ولهذا فإن الكلمات التي وضعها روماني برغم روعتها "لا تحقق المصداقية التامة، وبالتالي ليست مؤثرة أو مثيرة".
ويكمل برنارد كلامه في ملاحظات المخرج قائلاً: "لهذا تقع على عاتق المخرج مسؤولية العثور على التأويل الملائم القادر على ايجاد جو جديد من التوتر، ورسم عالم مسرحي عصري قوي متماسك اعتماداً على قوة الموسيقى." وبذلك نجد أنفسنا أمام "أوبرا متحف" كما يصفها برنارد، وهي نوع من الأعمال الفنية المشابهة لمعرض "يمكننا تأمله ولكن لا نستطيع لمسه." لهذا تدور القصة داخل متحف تخرج فيه الشخصيات من اللوحات لتبث الحياة في قصة العاشقين في فيرونا في "شفافية متحفظة وحنين للحلم والوهم."