دمشق ـ ميونيخ ـ (الوطن) ـ وكالات:
بعد خمس ساعات من المحادثات المكثفة في ميونخ وافقت المجموعة الدولية لدعم سوريا على وقف العمليات القتالية في سوريا في غضون أسبوع، وعلى زيادة فورية في إرسال المساعدات الإنسانية، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري. يأتي ذلك فيما لم يستبعد الرئيس السوري بشار الأسد احتمال تدخل بري سعودي تركي في سوريا، مؤكدا في السياق أن القوات السورية سوف تتعامل مع ذلك.
وفي مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف والمبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا قال كيري إن "الدول المشاركة في محادثات ميونخ اتفقت على ضرورة استئناف محادثات جنيف بأسرع ما يمكن". وأقر كيري ولافروف بأن الاختبار الحقيقي سيتمثل في وفاء كل أطراف الصراع السوري بتلك التعهدات. بدوره أكد لافروف أنه "واهم من يتوقع أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد سيكون له مردود إيجابي". وقال إن "القوات الجوية الروسية ستواصل ضرباتها لتنظيم داعش وجبهة النصرة في سوريا"، داعيا إلى تعاون بين التحالف الذي تقوده أميركا والجيش الروسي في سوريا، باعتبار أن عدو الطرفين مشترك. من جهته قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا إن "الأمم المتحدة سترسل المساعدات الإنسانية إلى سوريا على الفور". وأكد أن قوة خاصة بهذه المهمات ستساعد البعثات على الوصول إلى السوريين المعرضين للخطر في أماكن يصعب الوصول إليها، مضيفا أن روسيا والولايات المتحدة التزمتا الحثّ على وقف إطلاق النار في سوريا.
وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قال إن "وقف العمليات القتالية في سوريا لن ينجح إلا إذا أوقفت روسيا الضربات الجوية". وفي بيان له أكد هاموند أن "هذا الاتفاق إذا نفذ بالكامل وعلى نحو مناسب فسيكون خطوة مهمة نحو تخفيف حدة القتل والمعاناة في سوريا". وبالتوازي مع لقاء ميونخ، اجتمع وزراء دفاع حلف الناتو في بروكسل أمس الأول الخميس لمناقشة الحرب على داعش. وعقب الاجتماع أعرب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عن أمله بأن يحقق التحالف الدولي الأميركي تقدما ملموسا، مع زيادة المساهمات العسكرية للدول المشاركة.
من جانبه، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن المعركة الأساسية في حلب هدفها قطع الطريق مع الحدود التركية وليس السيطرة عليها. وقال الأسد في حوار خص به وكالة الأنباء الفرنسية، إن قطع الطريق التي تربط حلب بتركيا مهم جدا، كونها طريق الإمداد الرئيسة للإرهابيين. وشدد الرئيس السوري على أن التفاوض مع المعارضة لا يعني التوقف عن مكافحة الإرهاب. وأشار الأسد إلى أن دمشق، ومنذ بداية الأزمة، تؤمن بالمفاوضات والعمل السياسي، مشددا في السياق ذاته على أن التفاوض لا يعني التوقف عن مكافحة الإرهاب. وبين الأسد أن عمليتي التفاوض ومكافحة الإرهاب، مكونان مستقلان عن بعضهما. ولم يستبعد الأسد احتمال تدخل بري سعودي تركي في سوريا، مؤكدا في السياق أن القوات السورية سوف تتعامل مع ذلك. وأكد أن الهدف الأساسي هو استعادة كافة الأراضي السورية، مشيرا إلى أن الصراع الدائر ضد الجماعات المسلحة التي تبحث عن إسقاط أركان الدولة، قد يتطلب وقتا طويلا. ودعا الأسد في سياق حديثه للوكالة الفرنسية بدمشق، أوروبا إلى تهيئة الظروف التي تسمح بعودة السوريين إلى بلادهم، مضيفا إن على فرنسا أن تغير سياستها تجاه سوريا.