القدس المحتلة ــ الوطن:
أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق أمس الجمعة جراء قمع قوات الاحتلال مسيرات تضامنية مع الأسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام لليوم الثمانين على التوالي تحت شعار جمعة "النداء الأخير". حيث أمطرت قوات الاحتلال المسيرات التي انطلقت من قرى ومدن بالضفة الغربية المحتلة بالقنابل الغازية، كما أطلق الجنود الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى لسقوط عشرات الفلسطينيين جرحى.
وعقب المسيرات اندلعت مواجهات مع عشرات الشبان في محيط سجن عوفر جنوب غرب مدينة رام الله، ورشق الشبان الفلسطينيين قوات الاحتلال بالحجارة، فور وصول تعزيزات عسكرية من قوة "حرس الحدود" إلى محيط السجن. في غضون ذلك، قال منسق القوى الوطنية والإسلامية برام الله عصام بكر، إن محمد القيق يدخل في خطورة جديدة في كل ساعة، مؤكدًا بأن القيق يخوض ملحمة ضد الاعتقال الإداري. وأكد بأن خطورة الوضع الصحي للقيق سيدفع الانتفاضة للتصاعد، مشددًا على أن استشهاد القيق سيبقى جميع الخيارات مفتوحة لمقاومة الاحتلال. كما تظاهر آلاف الفلسطينيين في محافظة الخليل جنوبًا بعد صلاة ظهر أمس تضامنا مع القيق، في أضخم مسيرة دعما له منذ بدء إضرابه. وانطلقت مسيرة بمشاركة الآلاف في بلدة دورا، جنوب الخليل، مسقط رأسه، من مسجد البلدة الكبير، وصولا إلى ساحة بلدية دورا، بمشاركة رسمية وممثلين عن الفعاليات الوطنية والحزبية والشعبية. وقالت عائلة القيق إن ابنها يدفع حياته ثمنا للحرية، والرسالة الإعلامية التي يحملها دفاعا عن فلسطين وأرضها. وطالب مشاركون في المسيرة بضرورة الإفراج عن القيق، سيما وأن وضعه الصحي دخل مرحلة الخطر الشديد. واستنكروا سياسة الاعتقال الإداري. ونظمت فعاليات أخرى في الخليل، انطلقت من مسجد الحرس وصولا إلى دوار ابن رشد، وأخرى في البلدة القديمة، رفع خلالها المشاركون صور القيق، ويافطات تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته، والعمل للإفراج عنه. من جهة أخرى، أصيب أمس الجمعة، شاب بعيار ناري في اليد، بمواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة "أم ركبة" جنوب بلدة الخضر. كما أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق جراء إطلاق الاحتلال الغاز المسيل للدموع على مشيعين لجنازة في بلدة بيت أمر شمال الخليل ومخيم العروب. والقيق (33عامًا)، من دورا في الخليل، ويعمل مراسلا صحفيا لقناة المجد الفضائية، وهو متزوج وأب لطفلين، ومضرب عن الطعام منذ تاريخ 25 نوفمبر الماضي احتجاجا على اعتقاله الإداري.