ـ ما يقارب 8 ملايين نخلة مملوكة للمواطنين حسب إحصائيات الجهات المختصة في السلطنة
ـ مشروع المليون نخلة ينفذ في 11 مزرعة موزعة في 6 محافظات وهي البريمي وظفار والداخلية والظاهرة وشمال وجنوب الشرقية

استكمالا وترجمة للأوامر السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ حول زراعة المليون نخلة في ربوع محافظات السلطنة وبتوجيهات من معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني نظم معهد تطوير الكفاءات بديوان البلاط السلطاني مؤخرا بالتعاون مع المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة برنامجا معرفيا متكاملا في ولايتي نزوى وعبري استمر 3 أيام متواصلة ، أحتوى البرنامج على عدد من المحاضرات المعرفية والتعليمية وجلسات نقاشية وزيارات ميدانية لمجموعة من المزارع التي تتبع المشروع في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة ، حيث شارك في هذا البرنامج شريحة كبيرة من أصحاب السعادة ومديري العموم وعدد من المسؤولين والمهندسين والأخصائيين من موظفي ديوان البلاط السلطاني.
وبهذه المناسبة قال سعادة حسين علي عبداللطيف مستشار بديوان البلاط السلطاني : إن البرنامج المعرفي الذي نفذ قد نجح بامتياز في كون أنه ربط في منهجيته بين النظري والعملي ، كما أعطانا فرصة حقيقية للاطلاع والوقوف على مشروع المليون نخلة كيف بدأ وإلى أين وصل ، وبعد ذلك حضرنا ندوة نقاش مفتوحة بدون حدود نوقشت فيها المرئيات والتحديات ونوقشت بصراحة أكبر الأسباب التي تحول دون التغلب على تلك الصعوبات ، وقد شارك في النقاش كافة الشرائح الموجودة من مختلف التخصصات دون استثناء باعتبارهم شركاء حقيقيين بهدف واحد من أجل السعي لتحقيق المصلحة العامة للبلد بشكل عام ونجاح مشروع زراعة المليون نخلة في السلطنة بشكل خاص فالمشروع جاء بأوامر سامية من لدن جلالة السلطان المعظم كما تم أيضا تقديم عدد كبير من المقترحات الواضحة تماما في كيفية مواجهة هذه التحديات والعمل على حلها والمضي قدما فيما رسم له وخطط من أجله للمشروع مستقبلا.
في حين ركز الدكتور محمد بن سالم المعمري مستشار قانوني بمكتب معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني على أن الاطلاع على مراحل المشروع ونشأته وتطوراته كان مشرفا بحجم الإنجاز الحالي مع استخدام التقنيات والوسائل الحديثة التي أعطت المشروع جمالية تبهر الناظر بما شاهدناه في المزارع التي تتبع المشروع ، ومزرعة عبري النموذجية كانت خير دليل للعمل الجاد والرؤية الصحيحة لاستكمال التوجيهات السامية بزراعة المليون نخلة واستغلالها الاستغلال الأمثل فهي مكسب للوطن على مختلف الأصعدة سواء من حيث الأيدي العاملة والاستثمار الاقتصادي والتجاري والسياحي والتعليمي والتنموي للبلد وللمواطن.
من جهته أيضا أكد لنا محمد بن علي المديلوي مستشار الشؤون الفنية بديوان البلاط السلطاني بأن المشروع هو مشروع وطني مشروع كبير يرفد البلد بفوائد عديدة ويحافظ على النخلة وهي موروث آبائنا و أجدادنا مع تنمية وانتعاش لأقتصاد الوطن بإستخدام التقنيات الحديثة والأنظمة العالية الجودة للخروج بأصناف تنمو خالية من أغلب الأمراض أو المعوقات التي قد تصيب النخلة عموما.
فيما أوضح لنا الدكتور سيف بن راشد الشقصي مدير عام مشروع زراعة المليون نخلة بأن المشروع أصبح واقعا ملموسا على الطبيعة العمانية وبإمكان أي شخص لمن أراد الاطلاع على المشروع زيارته سواء كانوا طلبة المدارس أو المواطنين أو السياح أو الباحثين فكل البيانات والإحصائيات مدونة لدينا ونحن نعمل من أجل التوعية واستفادة الجميع من خبرات العاملين والمهندسين العمانيين في المشروع حول الأساليب الحديثة المتبعة من حفر الآبار ومحطات الضخ وأنظمة الري والخزانات والتنظيم والزراعة والتقليم والرش وغيرها من هذه الوسائل المنفذة بالطرق العلمية الحديثة ، حيث إن هذه المزارع التي تتبع المشروع تتسع لأكثر من 10 آلاف نخلة و50 ألف نخلة ومزارع أخرى تتسع لمائة ألف نخلة ، كما أننا نأخذ الفسائل من مصدرين أساسيين هما من مزارع المواطنين ومن مختبر الزراعة النسيجية ، وليس بخاف عليكم نعمل جنبا إلى جنب مع جميع الجهات ذات العلاقة لاستكمال الأوامر السامية ووضعها موضع التنفيذ في زراعة المليون نخلة لتمثل إضافة حقيقية للبلد وللرقم الموجود حاليا الذي يقارب 8 ملايين نخلة في السلطنة مملوكة للمواطنين حسب الإحصائيات من الجهات ذات الإختصاص.
اشتمل البرنامج على تنوع من الكم المعرفي النظري والميداني حيث أفتتح في يومه الأول فور وصول جميع المشاركين على محاضرة نظرية غنية بالعروض التعريفية وعروض مرئية قدمت للمشاركين حيث عرج فيها على أغلب مراحل تنفيذ المشروع من التنسيق مع الجهات المعنية ذات العلاقة ودراسة التربة والأراضي الصالحة والأحواض المائية القريبة من هذه الأراضي والوسائل العلمية الحديثة المستخدمة سواء في الرعي أو الاعتناء ومتابعة النخلة منذ ما قبل نشأتها الأولى والصعوبات والتحديات التي واجهتهم وصولا بالمراحل المتقدمة من المشروع في المزارع الأحد عشر المتوزعة في 6 محافظات في السلطنة وهي متوزعة في محافظة البريمي ومحافظة ظفار ومحافظة الداخلية ومحافظة الظاهرة ومحافظتي شمال وجنوب الشرقية التي ينفذ فيها المشروع حاليا. عقب ذلك في اليوم التالي انطلق المشاركون من موقع الإقامة في ولاية نزوى وصولا لولاية عبري قاموا بزيارة ميدانية لعدد 3 مزارع تتبع مشروع المليون نخلة وهي الصفا والوجن ومزرعة عبري النموذجية اطلعوا من خلال الكفاءات العمانية الشابة من المهندسين العاملين في المشروع على أبرز البيانات والمعلومات المهمة عن النخلة والأصناف العمانية المختلفة والمشهورة ، وآلية العمل الدقيق الموزع بالطرق العلمية الحديثة ، ومشاركة المختصين من الجهات المتعاونة في المجال ذات الاختصاص المشترك والمجتمع المحلي في المنطقة ، كما نفذوا محاضرة نظرية طرحت تصورات مستقبلية واستثمارية وسياحية واقتصادية للمشروع ، وعرض مرئي ثلاثي الأبعاد يناقش تصور جميل للمباني التي ستنفذ في المشروع كالمختبر ومبنى تصنيع التمور ذات الجودة العالية والعالمية وفي اليوم الثالث والأخير من البرنامج المعرفي العلمي لمشروع زراعة المليون نخلة أقيمت بمقر الإقامة في نزوى جلسة نقاشية مفتوحة أدارها الدكتور خميس التوبي المكلف بأعمال مدير عام معهد تطوير الكفاءات حول أهم النتائج والتحديات والمعوقات للمشروع ، اتسمت الجلسة النقاشية بالعصف الذهني المثري والمليء بالأفكار الواعية والمدركة بأهمية هذا المشروع الوطني البارز على مختلف الأنشطة والمجالات وقد استمرت الجلسة لساعات طويلة شارك في مناقشة هذه الاقتراحات والحلول أصحاب السعادة ومديري العموم وجميع الموظفين المتواجدين من مختلف تخصصاتهم واختصاصاتهم الوظيفية بديوان البلاط السلطاني ، وقد خلصت الجلسة النقاشية بمجموعة ذات أهمية من التوصيات والتي من المؤمل أن تساهم في تمكين المشروع من تحقيق الأهداف المستقبلية .