دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
تعهدت سوريا بالمضي قدما في مسار مكافحة الإرهاب جنبا إلى جنب مع المفاوضات، فيما يستعد الجيش السوري للتقدم باتجاه محافظة الرقة التي تمثل معقلا لإرهابيي داعش، في الوقت الذي نفذ فيه الجيش التركي قصفا على أماكن خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي في ريف أعزاز وريف حلب الشمالي مع حديث عن تدخل بري في سوريا.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد إن مسار مكافحة الإرهاب منفصل عن مسار التفاوض ومن يحمل السلاح ستواجهه الدولة ومن يحاورها ستقدم له العفو مقابل التخلي عن السلاح.
ولفت الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن السياسات الغربية والحصار المفروض على الشعب السوري ساهما في مشكلتي اللاجئين خارج سوريا والجوع داخلها موضحا أنه من غير المنطقي قصف المدنيين إذا كنا نريد أن نربح القاعدة الشعبية وأن كل أطياف المجتمع السوري بما فيها عائلات المسلحين موجودون تحت رعاية الدولة التي ما زالت تدفع رواتب الموظفين في الرقة وترسل اللقاحات للأطفال.
وأوضح الرئيس الأسد أن الحوار السوري السوري هو مع مجموعات سورية لديها قواعد في سوريا كالمعارضة السياسية الداخلية مشيرا إلى أن الأكراد هم مجموعة وطنية سورية.
إلى ذلك قال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري يعتزم التقدم باتجاه محافظة الرقة التي تمثل معقلا لتنظيم داعش بعد الاستيلاء على مواقع متاخمة لحدود هذه المحافظة.
وقال المصدر العسكري المطلع على الأمر إن العملية مستمرة منذ عدة أيام. واستعاد الجيش خلال اليومين الماضيين عددا كبيرا من المواقع من داعش في المنطقة الحدودية بين حماة والرقة.
وأضاف "تستطيع أن تقول إنها مؤشر على اتجاه الأعمال القادمة باتجاه الرقة. بشكل عام المحور صار مفتوحا باتجاه الرقة. هي منطقة على الحدود الإدارية بين حماه والرقة.
"هم على مسافة 35 كيلومترا من الطبقة.. إحدى مناطق الرقة.. فيها السد المعروف والمطار المعروف. المسافة 35 (كيلومترا) عن الطبقة هي من اتجاه الحدود الجنوبية الغربية باتجاه حماه."
وفي وقت سابق أفاد ما يسمى المرصد السوري بتقدم الجيش نحو حدود الرقة.
من جانبه قال التلفزيون السوري إن الجيش السوري استعاد قرية مطلة على بلدات يسيطر عليها المسلحون حول حلب.
وأضاف التلفزيون أن وحدات الجيش باتت تسيطر على قرية ‏الطامورة وصارت قوات الجيش تشرف على كامل بلدة حيان والأجزاء الشمالية الغربية لبلدة عندان. وهما بلدتان تعرضتا في الأيام الأخيرة لقصف عنيف وصارتا جبهة أمامية في الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام في سوريا.
في غضون ذلك قال مصدر حكومي تركي إن الجيش التركي قصف أهدافا لمسلحين أكراد بالقرب من بلدة أعزاز في شمال سوريا لكن المصدر لم يدل بمزيد من التفاصيل عن مدى كثافة القصف وأسبابه.
وأضاف المصدر "أطلقت القوات المسلحة التركية قذائف على مواقع للأكراد في منطقة أعزاز." في إشارة لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
لكن المرصد السوري أفاد بأن القصف استهدف قرية المالكية ومنطقة منغ التي سيطرت عليها الوحدات الكردية قبل نحو يومين.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو أن بلاده ستتحرك عسكريا عند الضرورة ضد مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا الذي تعتبره أنقرة جماعة إرهابية.
وأضاف في كلمة متلفزة في مدينة ايرزينكان "نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ في سوريا نفس الإجراءات التي قمنا بها في العراق وقنديل" في إشارة إلى حملة القصف التركية ضد معقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وأضاف "نتوقع أن يقف أصدقاؤنا وحلفاؤنا معنا".
وقال داود اوغلو إن "الكادر القيادي والايدولوجي في حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي هو ذاته".
وأضاف "أن من يقول إن الحزبين ليسا منظمتين إرهابيتين فهم إما لا يعرفون المنطقة أو أن نواياهم سيئة" في إشارة إلى الخلاف مع واشنطن.
وأضاف "سنرسل وثائق إلى الولايات المتحدة قريبا جدا لنبرهن أن حزب الاتحاد الديموقراطي هو فرع لحزب العمال الكردستاني".
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو قال إن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد داعش في سوريا مؤكدا إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة تركية.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن التنسيق بين عسكريين روس وأميركيين يشكل أساسا لحل مشكلات إنسانية في سوريا وشرطا لا بد منه لتحقيق هدنة في البلاد.
وأشار لافروف على هامش فعاليات مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن إلى أهمية ضمان التعاون والتنسيق المستمر بين عسكريي موسكو وواشنطن التي تقود تحالفا دوليا "مع الأخذ بعين الاعتبار أن العسكريين الروس يعملون في سوريا تلبية لطلب من دمشق"، وفقا لما ذكره موقع قناة روسيا اليوم.