مكتب الوطن بيروت – أحمد أسعد
بقي الوضع الأمني في مدينة طرابلس على تدهوره، وشهدت محاور القتال في طلعة العمري، سوق الخضار، محيط جامع الناصري، اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، يذكر انه ومنذ الصباح الباكر من يوم امس استفاق الاهالي على استهداف جديد للجيش اللبناني هذه المرة في وضح النهار، حيث أقدم عدد من المسلحين والقوا باتجاه احد مراكز الجيش اللبناني قنبلة يدوية حين كانت تسير دورية للجيش في سوق القمح باتجاه شارع سوريا وفر المسلحون، الامر الذي استدعى رد كثيف من قبل الجيش اللبناني على مصادر النيران، وعلمت "الوطن" ان هناك جريحين للجيش اللبناني، هما علي رزق الروبي وعبد الباري مصطفى سعّيد، كما افيد عن سقوط جريح في سوق الخضار هو علي حسين عبد الله، لكن لم يصدر اي بيان رسمي عن الجيش يعلن فيه تفاصيل ما جرى، اما بالنسبة لما حصل شل المدينة بأكملها واعاد التوتر الى مناطق التماس التي كانت تحاول ان تستعيد بعضا من حياتها وتتنفس الصعداء حين اعلن عن وقف لإطلاق النار من دون اعلان رسمي، لكن وقف اطلاق النار بدأ من دون شروط او شروط مضادة، الامر الذي استدعى لتلك المناطق جو من التوتر وعودة اجواء الشحن اليها، الحركة خجولة داخل المدينة، المدارس والجامعات لا تزال مقفلة لليوم الثالث على التوالي. الوزير السابق فيصل كرامي رأى في استهداف الجيش اللبناني امرا خطيرا جدا، وخلال استقباله وفودا تجارية طرابلسية، اعتبر ان المقصود من وراء كل هذا تفريغ طرابلس من المؤسسات الشرعية الرسمية فيها وقال: نريد طرابلس منزوعة السلاح. مصدر امني اعلن عن خشيته من ان تتحول عاصمة الشمال ومعها بلدة عرسال الى كرة نار متدحرجة، مشيرا الى ان الجيش يتلقى في طرابلس الضربات ويكتفي بالرد على مصادر النيران، ودعا المصدر الامني القوى والقيادات السياسية الى رفع الغطاء عن المسلحين لا ان تستمر في رعايتهم ودعمهم. ويرا المتابعون ان طرابلس متروكة لعبث المجموعات المسلحة وقادة المحاور، حيث ترزح تحت نيران المعارك المحتدمة واعمال القصف والخطف والاعتداء على المواطنين دون ان تقوى اجهزة الدولة على ارساء الاستقرار ووضع حد للفلتان الامني في المدينة. مخططات يقف خلفها اشخاص معرفوا الاسماء والعناوين واماكن السكن ويحظون بغطاء سياسي كامل يحول دون ملاحقتهم قضائيا، رغم تماديهم في توسعة رقعة الاعتداءات لتطال المؤسسة العسكرية وتستهدف بنيتها، الممارسات تلك آخذة في المضي نحو مزيد من التصعيد بحسب ما يقول رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الشيخ هاشم منقارة، الذي رأى ان ما يجري في طرابلس يرتبط ارتباطا وثيقا بالاحداث السورية، فالذي يحصل في سوريا ينعكس انعكاسا كاملا وحقيقيا وليس وهميا، وهناك من يستثمر هذا الانعكاس من خلال التصريحات التي يدلي بها بعض السياسيين تماما لحماية هؤلاء. من جهته الكاتب والمحلل السياسي غسان ريفي اكد ان المدينة وحدها هي التي تدفع الثمن، وثمة توازنات سياسية على ارض الواقع الطرابلسي، واعتقد انها تكبل عمل الجيش وتقوي شوكة بعض المجموعات المسلحة التي اليوم باتت اكبر من بعض القيادات السياسية، وهي خرجت عن كل السيطرة السياسية والامنية، وباتت لهذه المجموعات اجندتها الخاصة التي تتصرف وفقها، فقد وصل اهل المدينة الى حالة يرثى لها. اليوم سيلتقي نواب الثامن والرابع عشر من اذار تحت قبة البرلمان بعد طول انقطاع على مدى يومين، فكل فريق سيدافع عن وجهة نظره وسيحاول ان يبرهن لجمهوره انه انتصر في معركة البيان الوزاري، ذلك ان قوى الرابع عشر من اذار تعتبر ان اسقاط ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة من البيان الوزاري انجاز وطني كبير وخطوة نحو العبور الى الدولة. في المقابل سيؤكد فريق الثامن من اذار انه لم يتنازل عن كلمة المقاومة في هذا البيان، وكأن شرعية هذه المقاومة مرتبطة بهذه العبارة المبهمة، فالمقاومة في لبنان بدأت بأشكال مختلفة منذ قيام الكيان الصهيوني في فلسطين، وبالتالي لا يقدم ذكرها في هذا البيان ولا يؤخر والعكس صحيح، ولكن هل سيلتفت النواب ومعهم الاربعة والعشرون وزيرا الى المخاطر الداهمة المحدقة بالبلد جراء تسلل مئات المسلحين التكفيريين الى الاراضي اللبنانية بعد ان فروا من يبرود، وما هي الاجراءات التي ستتخذ لمنع هؤلاء من اقامة مقر لهم في جرود عرسال ينطلقون منه لزرع الموت والدمار والفتنة المذهبية في لبنان. في السياق عقد في قصر بعبدا لقاء ضم رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس حزب الكتائب امين الجميل مع وفد وزاري ونيابي وأعضاء من المكتب السياسي الكتائبي، ووفق المعلومات المتوافرة بات الحوار الوطني قريبا جدا، فهناك معلومات تتحدث عن انعقاد هيئة الحوار الوطني نهاية الشهر الجاري وبعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من مشاركته في القمة العربية في الكويت، هذا الحوار الذي سبقه مشاورات أجراها رئيس الجمهورية مع مختلف الأفرقاء، ويبدو ان هناك رغبة رئاسية قوية لعقد هذه الهيئة. وقد باتت مواضيع الحوار معروفة اولها موضوع الاستراتيجية الدفاعية واستكمال النقاش به.