كل ما احتوته الآلاف من التقارير عن مسيرة النهضة المباركة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ اختزله معرض ملامح من مسيرة عمان بعدسة الفنان الأستاذ محمد مصطفى المصور الخاص لجلالة السلطان والشاهد على عصر النهضة المباركة في 700 صورة من اجمل الصور التي تحكي قصة 45 عاما من عمر عمان الحديثة وعمر قائد البلد اطال الله في عمره، حيث ان كل صورة من الصور المعروضة بطريقة احترافية لها حكاية سواء عن تخطيط لمشروع أو منجز خدمي أو اقتصادي أو تنموي وسياحي أو سياسي. فعلى الجانب التنموي والخدمي هناك العشرات من الصور التي تعرض لأول مرة تتحدث عن وقوف المقام السامي شخصيا على تلك الخدمات التي تقدم للمواطنين وعن تلك المعاناة التي كان جلالته يتجشمها بين الجبال والسهول والأودية من اجل ان ينتفع المواطن بثمار التنمية ويحظى بالسعادة التي وعد حفظه الله ورعاه شعبة بتحقيقها له بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد عام 1970م.

هناك الكثير من الصور تحكي قوة المشهد لهذا القائد وهو ينتقل بين ولاية وأخرى وقرية وأخرى، لا ينتظر حتى يحضر له المولد الكهربائي ليدون ملاحظات عن الخدمات التي تحتاج اليها تلك الولايات والقرى والتجمعات السكانية وإنما يكتفي بإنارة المركبة التي يستقلها، وكان ينام في خيمة متواضعة تفرش بالحصير والى جواره بطانية يفترشها وأخرى يتغطى بها بالإضافة الى جهاز مذياع لمتابعة الاخبار او تلك الصور التي لا تخلو من عفوية المشهد وهو يتحاور مع المواطن ويستمع له بكل اهتمام وتركيز، وما شدني في هذا الجانب تلك الصورة التي كان جلالته حفظه الله وفي اطار زيارته لأجهزة الخدمة كان في زيارة للإسكان حيث تحكي الصورة عن مجموعة مراجعين للحصول على أراضي وكان احدهم يجلس على طاولة نافذة الخدمة وبسؤال جلالته عن ذلك أجاب الموا طن بأنه حضر اول واحد ويخشى ان يسبقه احد، وقس على ذلك مئات الحكايات الأخرى التي تحكيها الصور عن عظمة هذا القائد وحرصه على متابعة كل صغيرة وكبيرة وفاء لما وعد به شعبه من ان يجعل من عمان عصرية حديثة ومتطورة تتوفر فيها كل مقومات الحياة التي يحتاج اليها المواطن اينما كان وأينما وجد.

معرض الصور والذي يمثل بحق ذاكرة عمان في عصرها الحديث بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، تتجلى فيه عظمة هذا القائد وما يحظى به من احترام على كافة الاصعدة الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، فهناك صور انا شخصيا اشاهدها لأول مرة لرؤساء دول وملوك تتجلى فيها هيبة وقوة شخصية القائد، خاصة تلك التحية التي تؤديها امبراطورة اليابان لجلالته اثناء زيارة الامبراطور والإمبراطورة للسلطنة والتي تؤكد حضوره كزعيم عالمي اعاد لعمان مجدها العريق من خلال حاضرها المشرق السعيد.

فالسلطان الأب القائد الإداري والعسكري والانسان والقدوة والموجه والجاد والمبتسم والمكافىء والمخطط والسياسي المحنك وذو النظرة الثاقبة والمنصت والعطوف وغيرها من الصفات التي تجسدها مجموع الصور المعروضة، هي من وحدت الوطن وبنت عمان الانسان والعمران والتنمية والاقتصاد والسياسة ونشرت المساواة والعدل وبسطت الامن والامان في كافة ربوع البلاد ونأت بها عن ما يشهده العالم من صراعات وخلافات يدفع ثمنها البشر والحجر، وهي من استطاعت ان تجعل منه صوت عقل عالميا يؤخذ برأيه في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية الساخنة من كبريات الدول، كل ذلك إذا ما اراد أي أحد معرفته يمكن قراءته من خلال صور ذاكرة عمان التي يحتويها معرض ملامح من مسيرة عمان المقام في المبنى السابق لمجلس عمان.

طالب الضباري
أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
[email protected]