مسقط ـ العمانية:
نظم النادي الثقافي الليلة قبل الماضية محاضرة علمية بعنوان (عمان متحف للنيازك)، قدمها الدكتور أحمد بن ظفار بن أحمد الرواس الأستاذ بقسم الفيزياء بجامعة السلطان قابوس.تحدث المحاضر عن النيازك في عمان وأهميتها وكميتها وتكوين النظام الشمسي وتكوين الكواكب وحزام الكويكبات وتصنيف النيازك عالميا ووفرتها و قال إن السلطنة تعد من أبرز وأهم المواقع على سطح الأرض التي تم العثور فيها على نيازك وسيكون لها دور كبير ومهم في زيادة المعرفة حول تكوين الأرض والكواكب في النظام الشمسي.
وقال الرواس إن المديرية العامة للمعادن في وزارة التجارة والصناعة بدأت بتنفيذ مشروع البحث عن النيازك في السلطنة وذلك بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي في سويسرا وجامعة برن للبحث عن النيازك ودراستها حيث بدأ العمل في هذا المشروع عام 2002. وقال إن السلطنة تعد ثالث دولة في العالم من حيث كتلة النيازك القمرية على أراضيها والنيازك القمرية التي تم العثور عليها بعمان (تمثل تقريبا 29% من مقتنيات العالم) لها تأثير واسع على فهم العلماء لمكونات القمر كما أن النيازك المريخية التي تم العثور عليها بعمان (تمثل تقريبا10% من مقتنيات العالم) لها تأثير كبير على فهم العلماء لكوكب المريخ وقال إن فريق البحث العلمي لخصائص النيازك العمانية في جامعة السلطان قابوس تمكن من إجراء دراسة تفصيلية على 72عينة نيزكية (محجوزة).إضافة لـ 25 عينة تم جمعها أثناء رحلة أدم صلالة.
وحول تكوين النظام الشمسي قال إن العلماء يعتقدون أنها تشكلت عندما تأثرت سحابة ضخمة من الغاز والغبار في الفضاء جراء انفجار نجم قريب (سوبر نوفا).وأدت موجات هذا الانفجار المنتشرة في الفضاء لتقلص هذه السحابة مع زيادة في سرعة دورانها.
ثم بدأت السحابة في الانهيار، عندما سحبت الجاذبية الغاز والغبار معا إلى المركز والسديم الشمسي (الغاز) انكمش وارتفعت سخونة وكثافة الوسط، مع تكونه على شكل قرص من الغاز والغبار المحيط بالوسط ثم انخفضت حرارته بالأطراف وتكثف إلى جسيمات من الغبار الذي تراكم (تماسك معا نتيجة الاصطدام) ليكون الكواكب الأولية الصخرية ومن ثم الكواكب الكبيرة الغازية وأضاف أنه من خلال دراسة النيازك، التي يعتقد أنها من مخلفات هذه المرحلة المبكرة للنظام الشمسي، وجد العلماء أن عمر النظام الشمسي حوالي 4.5 بليون سنة متوسط المسافة بين مكونات المجموعة الشمسية والشمس بالوحدة الفلكية.
وتحدث الدكتور الرواس عن حزام الكويكبات حيث قال إنه من المرجح أن هذه الكويكبات قد نتجت عن السديم الأساسي الذي تكونت منه المجموعة الشمسية، وتمثل هذه الكويكبات الصغيرة أنوية لكواكب، إلا أن الجاذبية الهائلة لكوكب المشترى منعتها من التجمع لتكوين كواكب أكبر، كما أن جاذبيته أدت إلى المزيد من التصادم بينها ويؤدي العدد الكبير من الكويكبات في منطقة الحزام إلى الكثير من التصادمات فيما بينها، مما يجعلها بيئة نشطة، ويبلغ معدل التصادمات بين الأجرام التي يزيد قطرها على 10 كيلومترات: مرة كل عشرة ملايين عام، وهو معدل كبير بالمقياس الفلكي ! واضاف بأن هذا التصادم ويؤدي عادة إلى تفتت الكويكب إلى أجزاء صغيرة عديدة، بعضها يصبح مجموعة كويكبات أخرى ويستمر في الدوران في المنطقة، وبعض الأجزاء الأخرى تتحول إلى نيازك تهبط إلى الكواكب الأخرى ومنها الأرض، أو شهب تحترق في المجال الجوي وينتج عن التصادمات أيضا كميات كبيرة من التراب تستمر في الدوران في المنطقة وفي أحيان أخرى عندما تكون سرعة الدوران لكويكب بطيئة يؤدي ذلك إلى التصاق كويكبين معا وعلى مدى أربعة مليارات سنة هي عمر الحزام، تغيّر شكل الكويكبات التي تدور فيه تماما عما كان وقت تكونه بسبب هذه التصادمات.
وحول مجال توزيع تناثر النيازك قال الدكتور أحمد الرواس إن النيازك الكوندريتية تمثل حوالي 86٪ من النيازك التي تسقط على الأرض وتحتوي على جسيمات صغيرة مستديرة تدعى كوندرول ويتكون معظمها من معادن السيليكات ويعتقد أنها تمثل المواد القادمة من حزام الكويكبات وتعتبر اللبنات الأساسية للكواكب اما النيازك الحديدية تمثل حوالي 5٪ من النيازك التي تسقط على الأرض وتحتوي على سبائك الحديد والنيكل، ويعتقد أن معظمها يأتي من مركز عدد من الكويكبات التي كانت منصهرة والنيازك الصخرية الحديدية تشكل حوالي 1٪.
وهي خليط من معادن الحديد والنيكل و السيليكات كما ان النيازك الأكوندريتية تمثل حوالي 8٪ من النيازك التي تسقط على الأرض و يبدو بعضها مشابها للصخور الأرضية البركانية وهي أيضا صخور قديمة، ويعتقد أنها تمثل مواد القشرة الأرضية من الكويكبات.
وهنالك مجموعتان صغيرتان واحدة من هذه المجموعتين أتت من القمر، وتشمل الصخور المشابهة لتلك التي جلبت إلى الأرض عن طريق برامج أبولو ولونا.أما المجموعة الأخرى أتت من المريخ وتعتبرالمواد الوحيدة من الكواكب الأخرى. جدير بالذكر أن الدكتور أحمد بن ظفار بن أحمد الرواس حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، في مجال مطياف موسباوير و تقلد العديد من المناصب الأكاديمية التي تدرج فيها عبر مسيرته العلمية والأكاديمية. كما شارك في التدريس وتطوير المناهج إلى جانب المهام والأنشطة الإدارية والعلمية الأخرى في جامعة السلطان قابوس وعلى المستويات الوطنية والإقليمية. وقدم الدكتور أحمد الرواس محاضرات ودورات عامة وتخصصية لخدمة ونشر الوعي بالمجتمع، كما قام بنشر أكثر من 50 مقالا في مجلات علمية محكمة دوليا، وحضر وشارك في العديد من المؤتمرات التخصصية وغيرها في المجالات ذات الصلة وهو عضو في الهيئة الدولية لتطبيقات تأثير موسباوير (IBAME)، وكان عضوا منظما في لجنة تنظيم المؤتمر الدولي حول تطبيقات تأثير موسباوير ICAME 2003 في جامعة السلطان قابوس، وعضو اللجنة الاستشارية للمؤتمر الدولي حول تطبيقات تأثير موسباوير، 2015ICAME في هامبورج المانيا، وهو عضو اللجنة التوجيهية للطاقة النووية، وعضو فريق العمل المشارك في المؤتمرات الدولية السنوية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.