روسيا توقع معاهدة انضمام القرم

موسكو ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا، في خطوة قوبلت بتنديد من الغرب الذي توعد بمزيد من العقوبات على روسيا، في حين أبدت الأمم المتحدة قلقها على وحدة أوكرانيا دون التطرق إلى موضوع انضمام القرم.
وبات استكمال هذه الخطوة ينتظر توجه الرئيس الروسي بعد إلى المحكمة الدستورية في روسيا الاتحادية بطلب تقييم مدى توافق الاتفاقية مع الدستور الروسي. وفي حال موافقة المحكمة الدستورية على الاتفاقية تجري إحالتها إلى مجلس الدوما، إضافة إلى مشروع قانون دستوري يحدد اسم الكيان الإداري الروسي الجديد ووضعه وحدوده والأحكام الانتقالية. وفي حال مصادقة مجلسي البرلمان الروسي على هاتين الوثيقتين وتوقيع الرئيس عليهما ستعدل المادة الـ 65 من الدستور، التي تضم قائمة بكيانات روسيا الاتحادية، ليضاف إليها اسم الكيان الجديد.
وكان بوتين قد أعلن أن الاستفتاء في القرم جرى بتوافق تام مع الإجراءات الديمقراطية وأحكام القانون الدولي.
وقال بوتين في كلمة ألقاها أمام نواب مجلس الدوما، وأعضاء مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي، ورؤساء الأقاليم وممثلي الرأي العام بمناسبة قبول جمهورية القرم ضمن روسيا الاتحادية وتشكيل وحدات إدارية جديدة في البلاد. وذكر الرئيس الروسي أن أكثر من 82% من الناخبين شاركوا في الاستفتاء، مشيرا إلى أن ما يزيد على 96% منهم صوتوا لصالح عودة القرم إلى حضن الدولة الروسية.
واعتبر بوتين أن تسليم القرم لأوكرانيا عام 1954 كان مخالفة للأحكام الدستورية المعمول بها، إذ كان ذلك بمثابة "اتفاق شخصي". وذكر بوتين أن قرار التسليم أثار أسئلة لدى سكان شبه الجزيرة، لكن ذلك حدث "في ظروف دولة شمولية لم يسأل المواطنين فيها أحد رأيهم، إنما تم وضعهم أمام الأمر الواقع". في الوقت نفسه شدد بوتين على أن قرار التسليم كان شكليًّا فقط، لأن تسليم الأراضي تم داخل دولة كبيرة واحدة ولم يكن يتصور أحد انفصال روسيا وأوكرانيا عن بعضهما.
إلى ذلك أعلنت الولايات المتحدة انها ستفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "ندين قرار روسيا ضم القرم رسميًّا" مضيفا ان واشنطن ستفرض عقوبات جديدة بعد دفعة العقوبات الاولى التي اعلنت الاثنين.
واوضح كارني ايضا ان الرئيس باراك اوباما تشاور هاتفيا مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل حول موضوع القرم ودعم البلدين لاوكرانيا.
وفي وقت سابق دعا اوباما قادة دول مجموعة السبع الى اجتماع في لاهاي على هامش القمة حول الامن النووي لبحث التطورات في اوكرانيا.
كما اتفق الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مكالمة هاتفية على ان وحدة اراضي اوكرانيا تلقت "ضربة غير مقبولة"، بحسب المتحدث باسم الحكومة الالمانية.
وجاء في بيان المتحدث ان "اعلان استقلال القرم من جانب واحد والحاقها بروسيا الاتحادية الذي بدأ اليوم هو ضربة غير مقبولة لسلامة ووحدة اراضي اوكرانيا".
وشدد الجانبان ايضا على ان "الاستفتاء المزعوم" الذي جرى الاحد في القرم "يتنافى والدستور الاوكراني والقانون الدولي". على حد قولهما.
من جانبها أعربت الامم المتحدة عن "قلقها المتنامي" حيال وحدة أراضي اوكرانيا، لكنها لم تندد بوضوح بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم القرم إلى بلاده.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوياريك ان الاخيرة "تتابع بقلق متنام التطورات، بدءا بإجراء الاستفتاء (في القرم) وصولا الى التدابير التي اتخذت في ما يتعلق بضم القرم".
واضاف المتحدث ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لا يزال يعتبر ان "على كل الاطراف المعنيين العمل من اجل حل مستلهم من مبادىء ميثاق الامم المتحدة بما فيها احترام وحدة اوكرانيا وسيادتها وسلامة اراضيها".