طالبت النهوض بالكوادر البشرية وتشجيع الاستثمار الزراعي واستحداث فكرة إنشاء المعاهد الزراعية

عقدت أمس ندوة تشاورية حول اهمية استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2040 وذلك بقاعة الفلج بمقر المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الظاهرة تحت رعاية سعادة الشيخ محمد بن سالم بن سيف الاغبري والي ينقل.
وتأتي هذه الندوة استكمالا لسلسة الندوات التشاورية التي تنظمها وزارة الزراعة والثروة السمكية في مختلف محافظات السلطنة ضمن خطة العمل الخاصة بإعداد استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2040 والجاري تنفيذها من قبل الوزارة بالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بهدف التعريف برؤية وأهمية الاستراتيجية لتطوير القطاع الزراعي بالسلطنة.
واستعرضت الندوة تشخيص أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه كافة الشركاء المتقاطعين في التنمية الزراعية، ومن واقع المرتكزات الرئيسية للاستراتيجة التي تم استعراضها بالندوة تم التطرق الى مشكلة تفتيت الحيازات الزراعية والآثار الناتجة عنها والمتمثلة في تدني الكفاءة الاقتصادية وإدخال التقنيات الحديثة والوصول الى الأسواق بالإضافة المشاكل التي تواجه انخفاض منسوب الأفلاج بالمحافظة وأهمية تكامل الجهود مع وزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه لرفع كفاءة الاستخدام الامثل للافلاج.
ومن الحوارات المهمة التي تناولتها الندوة التشاورية النهوض بالكوادر البشرية بكافة مستوياتها وتشجيع الجيل الحالي التوجه للعمل الزراعي وأهمية التوعية في هذا الجانب، واهمية تقديم الحوافز وإبراز المؤشرات الاقتصادية للقطاع الزراعي من خلال كافة المؤسسات المعنية إضافة الى استحداث فكرة إنشاء المعاهد الزراعية.. كما جرى الحوار عن التسويق الزراعي والحيواني حيث قدم بعض المزارعين ومربي الثروة الحيونية اقتراحات لتعزير التسويق بوضع نظام لمواءمة المنتجات الزراعية والحيوانية مع احتياجات السوق وان يكون هناك نهج تشاوري يشارك فيه جميع الاطراف للتعاون في حل القضايا التي تواجه المزارعين ومربي الثروة الحيوانية.
واتسم اللقاء بالتفاعل مع الآراء والافكار والاطلاع على تحديات ومعوقات القطاع الزراعي والاستماع الى الرؤى والمقترحات التي تساهم في تطوير الواقع الزراعي إضافة الى بلورة الفرص الاستثمارية الواعدة والتعرف على أولويات التنمية والاستثمار الزراعي في ولايات محافظة الظاهرة ومدى انسجامها مع الاولويات الوطنية.
وفي الندوة قدم الدكتور خالد بن منصور الزدجالي مدير عام التخطيط والتطوير وزارة الزراعة والثروة السمكية عرضا مرئيا اشار فيه الى اهمية القطاع الزراعي والذي يعتبر من نسيج المجتمع العماني فهو نشاط اقتصادي أصيل وركيزة اساسية داعمة للاقتصاد الوطني ودور فاعل في تنمية واستقرار المجتمع الريفي علاوة على تحقيق نسب اكتفاء ذاتي لبعض السلع إضافة الى تطوير قطاعات اقتصادية اخرى.
كما قدم الكتور سعد المدني رئيس الفريق الدولي لإعداد استراتيجية التنمية المستدامة للقطاع الزراعي 2040 من منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) شرحا وافيا عن مرتكزات الاستراتيجية من حيث سياسات وبرامج فاعلة لزيادة كفاءة نظم الإنتاج الزراعي، والمحافظة والاستخدام الأمثل للموارد الزراعية وتدعيم وتعزيز الدور المجتمعي للمؤسسات وزيادة فاعليتها في دفع عجلة التنمية الزراعية بالإضافة الى النهوض بمساهمة الزراعة في دفع عجلة التنمية الزراعية.
وقال سعادة علي بن حمد البادي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية ينقل: تمثل هذه الندوة انطلاقة الأساس للقطاع الزراعي والحيواني لوضع الرؤى والأهداف للارتقاء بهذا القطاع في الاستراتيجية الوطنية لتنمية القطاع الزراعي فالتخطيط هو الأساس في أي عمل سواء كان حكوميا أو خاصا والزراعة هي المرتكز الأساسي في أي بلد لتوفير الأمن الغذائي فإن استطاعت الحكومة أن تلبي احتياجات المزارع والمربي من خلال الدعم والإرشاد وتوفير عملية تنظيمية لهذا القطاع الحيوي وإيجاد سوق يشجع المزارع على بذل الجهد وتنويع الإنتاج الزراعي كما أتمنى من هذه الاستراتيجية أن تضع عملية تنظيمية متكاملة لكل محافظة في السلطنة وذلك من خلال التركيز على أصناف زراعية أو ثروات حيوانية.