ما إن تبدأ الأجواء بالاعتدال والغيوم تبدأ بالتلبد في السماء .. والفرحة تتزايد عند هطول الأمطار حتى نرى البشرى تعم النفوس والبهجة تغمر الوجوه كون أن الأمطار وجريان الأودية وهطول زخات المطر تنعش النفس وتدخل فيها روحاً جديدة تصديقاً لقول الباري عز وجل :(وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي) فتهتز الأرض وتربو .. ولكن هذه الأجواء عند الجميع غير عادية على عكس الحرارة والرطوبة العالية إلا أن البعض يعمل على استغلالها الاستغلال غير المحمود وغير المرغوب فنجد بعضاً من شبابنا يستعد لهذه الأجواء استعداداً غير لائق وذلك في تجهيز مركبته أو دراجته النارية ذات الصوت المزعج ليعمل على خلع (سلنسر) من المركبة أو الدراجة لتصدر صوتاً مزعجاً يجوب بها الأحياء السكنية وليستعرض صوته المزعج أمام كل من يقف مستمتعاً بالأجواء الماطرة غير آبهٍ بمشاعر الآخرين ودون أن يحسب ألف حساب لإحدى الدوريات أو رجال شرطة عمان السلطانية .. وعقب الإمساك به يتندر خجلاً وحرقة على ما اقترفت يداه وسلوكه .. فحرية الفرد تنتهي عند حرية الآخرين فأين أولياء الأمور من تصرفات أبنائهم؟ .. وهل هم راضون عن مثل هذه الأفعال؟! وان كان كذلك فعليهم تحمّل تبعات هذه السلوكيات فرجال الشرطة أجزم بأنهم لن يألوا جهداً في وقف كل من يقوم بمثل هذه التصرفات.
كما أن هناك البعض من الشباب يقود مركبته دون مراعاة لأولويات الطريق خاصة إذا كانت المياه متجمعة في الطريق أو بركة مياه لا تجد طريقاً للجريان وما أكثرها في طرقاتنا مع هطول أول زخة مطر نجدهم يسرعون ويرشقون الآخرين بالمياه المتراكمة أو المتجمعة جراء سرعتهم الزائدة .. فهذا السلوك السلبي مؤذ للآخرين .. وحين يصادف حفرة داخل إحدى الطرقات المغمورة بالمياه المتجمعة ويقع فيها عندها يبدأ بالتذمر وتحميل المسؤولية للجهات المختصة .. ألا يمكن التريث ولو لثوانٍ معدودة والعبور من تجمعات المياه بكل سهولة ويسر ويحسب حساب الآخرين على الطريق دون إزعاجهم .. هذه وغيرها من السلوكيات الواجب اتباعها والتقيد بها في مثل هذه الأجواء الماطرة المبهجة.
ترنيمة أخرى .. وأنت تقود مركبتك على الطرقات وسط الأجواء الماطرة لأي سببٍ كان نجد دوريات الشرطة وسيارات الإسعاف تهرع في الطريق وعند الوصول إلى نقطة الحادث نجد حوادث مرورية ربما تكون مفاجئة للبعض وتحميل المسؤولية على هطول الأمطار وعدم ترك المسافات الآمنة والانتباه من الوقوف المفاجئ أو الانحراف لتصطدم إحدى المركبات بالرصيف أو الجزيرة الوسطى أو إحدى الأشجار على الطريق وعندها تشل حركة الطريق المرورية وتنشغل الدوريات وسيارات الإسعاف بإزالة المركبات المتضررة من الطريق .. فهل القيادة برعونة وعدم ترك المسافات الآمنة والانشغال بالهواتف والتصوير أمر مرغوب في مثل هذه الأجواء التي من الواجب التزام الأماكن والبيوت فيها لحين هدوء الحالة الجوية؟!.
لذا من الواجب علينا كأولياء أمور وآباء وسائقي مركبات ، القيادة بحذر وترك مسافات آمنة والانشغال بالطريق في مثل هذه الحالات وعدم ترك أبنائنا يهيمون ويتصرفون تصرفات من شأنها إزعاج الآخرين والتشديد عليهم بأن هناك قانوناً رادعاً لمثل هذه الحالات والسلوكيات ولنكن جميعاً على قدرٍ عالٍ من المسؤولية حيال أبنائنا وتصرفاتهم للتقليل من الحوادث المرورية خاصة خلال فترات نزول الغيث الذي هو رحمة وسقيا للعالمين ولندرأ مسببات الحوادث المرورية باتباع السلوكيات الحميدة دون إيذاء الآخرين .
وأنعم الله تعالى علينا بالمزيد من الرحمة وبركات السماء إنه سميع مجيب.

مصطفى بن احمد القاسم
[email protected]